بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، يونيو 01، 2012

بين الرحيل والعودة ! رحلة فوتغرافية مع الكتاب والكاتب - 44 يوما لديفيد برنيت

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، جمعة مباركة على الجميع إن شاء الله

رحلة مقسمة لقسمين ، قسم مع الكتاب وقسم مع الكاتب!





ISBN-10: 1426205139
ISBN-13: 978-1426205132

لغة الكتاب : الإنجليزية
عدد الصفحات : 224 صفحة
الناشر : ناشيونال جيوغرافيك
تاريخ الطباعة : سبتمبر 29 ، 2009
المؤلف : ديفيد برنيت "David Burnett"

ديفيد مصور صحفي لأكثر من أربعة عقود من الزمن ، وستدخل شركته "Contact Press" للصور الوثائقية عامها السادس والثلاثون . يعتير بحسب مجلة "American Photo Magazine" واحدا من أهم 100 شخصية في مجال التصوير.
له مسيرة فوتوغرافية عريقة وثق خلالها أحداث التاريخ من حروب وسياسات ، وأيضا التصوير الرياضي ، صور كثيرا من المشاهير بما فيهم رؤساء الولايات المتحدة ، كل ذلك باستخدام كاميرته"Speed Graphic " التي ناهز عمرها الستين عاما مع كاميرة رخيصة لا يتجاوز ثمنها الـ 30دولارا من نوعية "Holga" بالإضافة لكاميرته الديجيتل

الكتاب مقسم لثلاثة أقسام

- القسم الأول يختص بسقوط الشاه وظهوره الأخير في الصحافة.
- القسم الثاني يوثق رحيل الشاه وفرحة الناس بذلك.
- القسم الأخير لعودة الإمام الخميني (ره) وتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ديفيد يقول أنه في نهاية عام 1978 كان بين خيارين ، إما العودة لأمريكا بعد أنتهاء مهمته الفوتوغرافية في بلوشستان - منطقة من باكستان مجاورة لإيران ، أو الذهاب لإيران لتغطة الأحدات التي سمع عنها من الناس خلال إقامته في باكستان.

بالفعل اختار الخيار الثاني ظنا منه أنه سيقضي بضعة أيام ليصور الأحداث ثم يذهب إلى بلاده! لكنه قضى أربعة وأربعين يوما ليوثق خلالها أحداث مهمة ومفصلية في التاريخ لسقوط نظام الشاه وخروجه من إيران وقيام نظام الدولة الإسلامية.

الأحداث مرتبة تاريخيا ومبوبة بالأيام التي حدثت فيها ، مليئة بالصور التي تجعلك تحس أنك مع الحشود تعيش اللحظة بحدثها.

من أحداث القسم الأول والتي يذكرها ديفيد في كتابه وفي المقابلات التي يجريها ، حادثة الفيلم . حيث كان وسط الجموع في الشارع ، كانت الجماهير تسير بوتيرة بطيئة مرددين الشعارات وكانت هناك حافلة تسير مع الجمهور ، فوق تلك الحافلة كان أحد المصورين الفرنسيين وكان على معرفة بديفيد ، أشار ذلك المصور لديفيد بإشارة فهم منها أنه يحتاج لفيلم لكاميرته ، أخرج ديفيد من حقيبته فيلما ورمى به من مسافة ألف من الناس ، للأسف لم يصل الفيلم ليد المصور الفرنسي ، بل سقط على الأرض وسط الجموع ، وفي لحظة خرجت يد من بين الجموع تحمل الفيلم ، انتقل الفيلم بين أيدي الجموع إلى أن التقطته يد المصور الفرنسي فوق الحافلة ، عندها بدأ التصفيق من الجموع.

من أحداث القسم الأخير ، بعد رجوع الإمام الخميني ( ره )
كان  الإمام الخميني (ره) يلتقي الألاف من الناس في إحدى المدارس الثانوية ، حيث كان يلوح للألوف المحتشدة في باحة المدرسة من النافذة ، كان ديفيد يلتقط الصور لآية الله الخميني (ره) من الخارج مع الجموع . لكنه كان يحاول يوميا في أستاذ الاقتصاد اللذي كان يلقي عليهم الملخص اليومي أن يدخله إلى داخل المدرسة حيث الإمام الخميني (ره) ، حتى جاء اليوم الخامس وعندما كرر عليه ديفيد الطلب ، قال له انتظر قليلا وذهب للداخل ، ثم عاد وقال تعال معي ، دخل ديفيد واختفى في أحد أركان الغرفة الصغيرة التي كان يجلس فيها أية الله الخميني (ره) ، اختفى خلف كاميرته ليوثق الأحداث كما هي والتعابير العفوية ، فخرج بأجمل الصور التي كان الإمام الخميني (ره) مبتسما فيها أيام الثورة.

كان هذا مجرد تعريف بسيط بالكتاب ، والكتاب يحوي الكثير من التوثيق الجميل للأحداث التي سبقت قيام الدولة الإسلامية في إيران وبعدها.

قرأت الكتاب وبعد فترة من الزمن جائتني رسالة من موقع Gulf Photo Plus لأتفاجئ أن المؤلف سيكون في دبي ليلقي بعض الورش الفوتوغرافية ، لم تكن مفاجأة لي أنا فقط ، بل بالفعل فالقائمين على الورش أطلقوا على الورش مفاجأة ولم يتم الإعلان عنها إلا لاحقا . لم أطل التفكير في الالتحاق بإحدى الورش ، وبالفعل سجلت  في الدورة فكنت أحد الطلاب الستة اللذين سيحضرون هذه الدورة ،ورحلت لحضور الورشة  وهكذا كانت الرحلة.

بدأت الرحلة في اليوم 7مارس 2012 حيث انطلقت بسيارتي من المنزل بعد صلاة الفجر مباشرة مصطحبا معي دعاء الأهل وبركات الصلاة على محمد وآل محمد ، وصلت إلى الفندق في دبي عند الساعة 3:50 عصرا ، ومباشرة كلمت الأهل لأطمئمنهم وأطمئن عليهم ، بعدها توجهت لمقر الدورة لأطلع على المستجدات.

اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس - الرسول الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام
بالفعل فقد كان مقررا للدورة أن تبدأ عند الساعة العاشرة صباحا ، لكن في آخر محطة وقود قبل الحدود تلقيت رسالة نصية على الجوال من مساعدة ديفيد تخبرنا أن ديفيد يريد أن نبدأ الدورة السابعة صباحا بدلا من العاشرة - طبعا إذا وافق الطلاب  جميعهم - على الفور أجبت على الرسالة بالموافقة على الموعد الجديد وبسعادة تامة.

يوم الخميس حضرت لمقر الدورة عند الساعة 6:50 وسلمت على من تواجد من الطلاب ومساعدة ديفيد حيث كانوا ينتظرون قدوم ديفيد ، تركتهم لأذهب للبقالة المجاورة لشراء بعض الحاجيات استعدادا للرحلة ، عندما عدت كان ديفيد موجودا ، وبكل حفاوة خطى خطوات لاستقبالي بابتسامة واثقة ، بعدها انطلقنا في الحافلة لمكان التصوير الأول اللذي اختير ليكون ميدان سباق الجمال في دبي ، لم أكن متحمسا للمكان في بداية الأمر ، فالمنظر مألوف بالنسبة لي . ولكن أثناء الرحلة التي استغرقت 35دقيقة لمكان التصوير ، بدأت حفلة التعارف ، فتعددت الأعراق والأماكن من الطلاب فمنا السعودي (أنا وطالب آخر) والباكستاني والأمريكي والأمريكي الأصل والأوروبي السكنى ، ومنا من سكنه في دبي ومنا من أتى من أوروبا لحضور هذه الدورة .

زاد حماسي بعد حفلة التعارف حيث بدأ ديفيد بالتعريف بالدورة والغرض منها وماهو المطلوب من كل طالب ، فكان على كل طالب أن يحصل على صورة واحدة تكون جيدة  وذات موضوع وترضي ذوقه ، فكان الحسم في الميدان.

وصلنا المكان الأول وبدأت الاستكشاف ، حيث رأيت إحدى المنصات وقررت الصعود عليها فكان ديفيد يريد صعود نفس المنصة أيضا ، صعدنا المنصة وتبعنا بعض التلاميذ ، كانت فرصة بالنسبة لي لأراقب ديفيد عن قرب لأر كيف يعمل على تجهيز الصورة بكاميرته اليدوية ، في الأثناء تحدثت معه عن كتابه وكيف كتبه بهذه الطريقة بناءا على نصيحة أحد أصدقائه.

لم أحصل على الصورة التي أريد على المنصة ، نزلت وتوجهت لممر الجمال حيث كان هناك بعض الجمال باركة وجمال تركض في المسار المخصص للتدريب ، ومن هنا ركزت على الموضوع بشكل أفضل ووظفت الجمال الباركة والراكضة للحصول على الصورة والموضوع وهو " أن أحد الجمال الباركة يريد اللحاق بركب الراكضين لنيل الجائزة" التقطت بعضا الصور إلى أن حصلت على الصورة التي في مخيلتي ، كان الأمر صعبا نوعا ما حيث أن أحد الجمال لم يكون متعاونا بالشكل المطلوب.

بعدها أخذت ألتقط صورا لبعض التجارب هنا وهناك ، وتارة أذهب لديفيد لسؤاله والنظر إلى ما يفعله وأخذ بعض التوجيهات ، إلى أن استنفذنا الوقت المخصص لهذا المكان ، صعدنا الحافلة وانطلقنا إلى المكان الآخر.

في الطريق ، ترك ديفيد باب الحافلة مفتوحا وطلب من السائق أن يسير ببطئ ، لعل تأتي فكرة جديدة ، وبالفعل استوقف ديفيد سائق الحافلة بالقرب من سياج لمزرعة ، وطلب منا النزول لخمس دقائق لتصوير هذا السباج صورا مختلفة ، ومحاولة التصوير بطرق إبداعية . مجرد التفكير في الموضوع وبوقت محدد يجعل منك شخصا مختلفا عما قبل.

ها نحن في المكان الثاني للتصوير - جمال أيضا !! - هذه المرة في سوق الجمال وقد كان مغلقا! ، لكن حول السوق ثمة هناك بعض الجمال وبعض المناظر التي يمكن تصويرها ، استغرقنا وقتا كافيا للحصول على بعض النتائج وبعض المتعة . هنا استعملت عدسة عريضة وكل ما كان يعيق أخذ الصورة هو الاقتراب من الجمل بشكل كبير قد يخطر على الكاميرا ! لكن حصلت على إحدى النتائج المرضية.

السعودي النباتي!!
تركنا الموقع الثاني وتوجهنا لاحد المطاعم الأفغانية للغداء واللذي كان مغلقا أيضا ! فدعتنا الطالبة الباكستانية لأحد المطاعم الباكستانية لنشهد كرم الضيافة الباكستانية وروعة الأطباق الباكستانية التي لم تكن مستغربة من تنوع الأطباق في قائمة تحتوي على 152 صنفا من الأطعمة ! لكن ما كان مستغربا للأخت الباكستانية أن أكون سعوديا ولا أتناول اللحم ! فقد كنت النباتي الوحيد على المائدة ، 45 دقيقة قضيناها في الغداء بعدها توجهنا إلى المقر الأخير للتصوير.

في سوق دبي ليس من الصعب الحصول على صورة إذا ركزت تفكيرك على موضوع معين ، كان تركزنا على المباني التي كانت قيد الإنشاء حيث كانت مغطاة بالقماش الأخضر - نوع من القماش كالشبكة ليمنع تساقط مخلفات البناء على المارة والسيارات - ، بالنسبة لي كانت هذه البنايات كما الشرانق المغلفة ، فكلما تم بناء أحد هذه الأبنية يخرج من بين هذا القماش الأخضر كما تخرج الفراشة من شرنقتها!

في الجهة المقابلة كان ديفيد مستغرقا ينظر لأحد المباني ذات النوافد الكبيرة منتظرا لحظة حاسمة ، حيث كان ينتظر أن يخرج أحد العاملين رأسه من النافذة والقماش الأخضر ، قال ذلك ثم انصرف إلى جهة أخرى وأكملت أنا مشوار الانتظار لأحصل على صورة مرضية.

 مرة آخرى وفي جهة آخرى ونافذة ثانية في نفس المبنى كان ديفيد يلتقط الصور لمجموعة من العاملين بمساعدة الطالبة الباكستانية ، حيث كانت تناديهم ليخرجوا لالتقاط الصور.

انتقلنا بعدها لمبنى آخر وأخذنا في التصوير ، بعدها غادرنا المكان الآخير لمقر الدورات.

في مقر الدورات ، انتظمنا في آحد الفصول الدراسية لنراجع الرحلة وحصيلتها ، لنخرج بصورة واحدة لكل طالب ، أخذنا بعض الوقت في المراجعة الممتعة ، فكل منا شرح صورته وكيف كان يفكر أثناء التصوير ، ثم يعلق الطلاب والمدرس وهل وصلت الفكرة أم لا .

وفي نهاية الدورة آخذنا بعض الصور التذكارية مع ديفيد وطلبت منه توقيعه فوقع أحد كروته الشخصية وأعطانية لألصقه في الكتاب.



وهنا بعض المقابلات التلفزيونية مع ديفيد للأستفادة


يوم العودة
يوم الجمعة التاسع من مارس 2012 ، كان يوم العودة للأهل والأحبة ، ففي الصباح الباكر حزمت أمتعتي وأنهيت إجراءات الفندق بعد أن تناولت الكورن فليكس! لكن قبل العودة كنت على موعد مع محاضرات فوتوغرافية مع عملاقين من عمالقة التصوير هما Gregory Heisler و Joe Mcnally .

بدأت محاضرة Heisler عند الساعة 9:30 صباحا وقد كانت غاية في الروعة والفائدة ، انقسمت المحاضر لقسمين ، قسم للمعلومات وقسم لفلم نادر لأستاذه Arnold Newman وهو يلتقط بورتريه خاص بـ Heisler . بدأت هذه المحاضرة بمقدمة فكاهية عن مشكلة الصوتيات شاركه Joe Mcnally لاحقا ، الدقائق مرت بسرعة لتنتهي محاضرة Heisler بعدها سلمت عليه وشكرته على المحاضرة القيمة.

عند الساعة 11:30 كانت محاضرة Joe Mcnally بعنوان "Light Sketching" ، محاضرة ممتعة ومفيدة تحدث خلالها عن الإضاءة وعرض بعض الصور ولماذا صورها بهذه الطريقة عارضا طريقة إضاءة بعضها ، كانت الدقائق أسرع مما توقعت حيث انتهت المحاضرة الممتعة دون أن أحس بمرور ساعة ونصف ، بعد المحاضرة كان هناك ركن لتوقيع مؤلفات Joe ، أخذت كتبي الثلاثة ووقعتها ، كان أحدها باللغة العربية واللذي أسعد جو وأثار الفضول عند بعض الطلبة العرب متسائلا عن مكان الحصول على النسخة العربية من الكتاب ، وقعت الكتب وأخذت لقطة تذكارية مع جو.


وفي الساعة 13:30 حانت لحظة الانطلاق إلى طريق العودة للأهل والأحباب ، فانطلقنا بعد الصلاة على محمد وآل محمد . ووصلنا البلد عن الساعة 22:00 مساءا تقريبا.


هناك تعليقان (2):

  1. جميل جدا يا أبو نوح ... إسلوبك في الطرح ولروايتك للقصه وما شاء الله عليك جزمتها ورحت لكبار المصورين علشان المعلومات القيمة .

    ردحذف
  2. يا هلا فيك أبو علي ،شكرا لك هالحضور الطيب.

    تعرف ، عمري ما فكرت من صور هالصور المنتشرة للإمام الخميني (ره) ، أن أقابل أحدهم كان من سابع المستحيلات !!

    تحياتي

    ردحذف